/ الفَائِدَةُ : (17) /
11/04/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / المُرَاد مِنْ حُجِّيَّةِ المتن والمضمون / المُرَاد من حُجِّيَّةِ المتن ليست حُجِّيَّة الدِّلالة ، وإِنَّما ـ المراد ـ : نفس نظام المعلومات المُودَعَة في متن الدَّليل ، فيدرس الفقيه أَو الباحث ذلك المتن والمضمون ـ بِغَضِّ النَّظَر عن الدَّليل ودلالته ؛ وصدوره وسنده وجهته ؛ والكتاب الَّذي ورد فيه المتن والمضمون ـ ويَعْرِضُه على مُحْكَمَات القرآن الكريم ، ومُحْكَمَات السُّنَّة الشَّريفة القطعيَّة ، ومُحْكَمَات وبديهيَّات العقل ، ومُحْكَمَات وبديهيَّات الوجدان الَّتي لا يختلف عليها وجدان بشر، ويوزنه مع منظومة معادلات وقواعد الدِّين والشَّريعة ؛ فإِذا أَورث له ذلك الْعَرْض : القطع واليقين بمطابقة هذا المتن والمضمون لتلك المُحْكَمَات أخذ به ، وكانت حُجِّيَّة ذلك المتن عَقْلِيَّة وحيانيَّة ذاتيَّة. ثُمَّ إِنَّ تحصيل حُجِّيَّة المتن والمضمون ليست إِلَّا من شأن الفقهاء المُتضلِّعين في فقه الفروع ، وعِلْمِ الكلام ، وعِلْمِ العقائد والمعارف الإِلٰهيَّة ، وعِلْمِ الأَخلاق والآداب والنِّظام الرُّوحي والأَخلاقي والآداب الدِّيني ، وعِلْمِ التَّفسيرِ، وعِلْمِ السِّيَرِ، وغيرها . بخلاف حُجِّيَّة السَّنَد ؛ فإِنَّها يُمكن معرفتها من قِبَلِ عامَّة النَّاس ، وتدور مدار الحافظة ، كما أَشارت إِلى ذلك بيانات الوحي ، أَمَّا حُجِّيَّة المتن والمضمون فتحتاج إِلى حصول مطابقة لمُحْكَمَات وأُصول وأُسس وقواعد ومعادلات الشَّرع والدِّين ، وهذه ليست من اِخْتِصَاصِ إِلَّا الفقيه المُتَضلِّع في شَتَّىٰ العلوم الشَّرعيَّة والدِّينيَّة ؛ فحُجِّيَّة المتن والمضمون لا تدور مدار فقاهة الفقيه فحسب ، بل وتضلُّعه في كافَّة العلوم الشَّرعيَّة والدِّينيَّة. إِذَنْ : حُجِّيَّة المتن والمضمون تتطلَّب فقاهة وتضلُّع الفقيه بذلك الْعِلْمِ الَّذي يختصُّ به ذلك المتن والمضمون ؛ فلو لم يكن للفقيه باعٌ بالْعِلْمِ الَّذي يختصُّ به المتن والمضمون فمن أَين يعرف حُجِّيَّة المتن والمضمون وعدمها . فتأَمَّل . وهذا بحث تصوُّريٌّ وتصديقيٌّ لا يتوقَّف على حُجِّيَّة صدور الخبر وسنده. وصلى الله على محمد واله الاطهار